كندش

الكندش في العربية هو العقعق، لص الطير.
والأخوة كندش من قرية قره حلنج، لم يكونوا طيوراً لصوصاً أو لصوص طيور ليستحقوا عقاباً لكن يبدو الأمر وكأن لعنة ما ترافقهم غير الموسيقى.
مجو (١٩٦٦) الأكبر بينهم كان الأوفر حظاً ربما، أسس فرقة ذات سمعة طيبة في المهجر ويعيش في سويسرا منذ سنوات بعدما نجا، (ماذا يعني المهجر للأكراد، وقل ماذا يعني النجاة؟)، باران (١٩٦٩-٢٠٠٣) مات باكراً دون أن يكمل الرابعة والثلاثين بعدما أصدر عدة ألبومات، أما زعيم (١٩٧٢-٢٠١٤) المغني وواحد من أهم عازفي البزق في سوريا فاختفى في الحرب نفسها التي ابرزت اسم مدينتهم كوباني، إذ وجد مشنوقاً  بحبل معلق إلى سقف غرفة بمنزله ذات صباح دون أية إشارة لسبب، مما يؤكد اللعنة، لا شيئاً آخر.

جوليان

كان اسمه برنار أي الدب الشجاع بالسويسرية الألمانية، وكان الموسيقيون تنبأووا له بأنه سيكون نجماً من نجوم الجاز والبوب، وكان يحمل الغيتار ويستمع إلى بوب ديلان، وقع في حب الفنزويلية ابنة الرسام سوتو التي قالت له ذات يوم:
اسمك ثقيل، ويفتقر إلى الدقة.
فظلّ ينظر إليها دون تعليق، أي: وثم،
لتكمل:
ستكون جوليان.

وكان جوليان، الامبراطور والمضياف والقديس.
وتقول الأسطورة:
لم يكن قد بقي لديه سوى ساعات ليلتحق بالطائرة التي ستقله من مطار حلب إلى باريس، حين قادته قدماه في أحياء حلب القديمة ليمر أمام مسجد صغير تقام فيه حلقة ذكر تنشد فيه كما العادة المدائح النبوية، فاستأذن ودخل، ليمزق بطاقة الطائرة ويعلن:
في هذه المدينة سأبقى وأعيش.

من منير بشير كان  جوليان فايس ( ١٩٥٣ – ٢٠١٥ ) قد سمع الموسيقى العربية لأول مرة في باريس ١٩٧٦، فلبس في سبابتيه خاتمين ثبتت عليهما ريشتان ليستسلم لسحر هذه الموسيقى عازف قانون في مجموعة الكندي ( تيمناً بأبي يوسف الكندي ) التي أسسها مع عادل شمس الدين وزياد قاضي أمين وليعتنق الإسلام في ١٩٨٦وليصبح جلال الدين، بالرومي تيمنا هذه المرة،  وليقتني في باب قنسرين قصرا من قصور المماليك التي تعود إلى القرن ١٦.
ولكن دوام الحال من المحال، تأتي الحرب ويترك جلال الدين حلب حاملاً اسمه معه إلى استانبول وليتركها أيضاً ليمرض ويموت في مشفى من مشافي باريس في مطلع هذا العام.
عن أمير الغزل، أديب الدايخ كان يقول:
ملهم، شعبي ومعقد في الوقت نفسه،
ريفي ويملك قوة مذهلة.